بريد الراحلينديوان المدرسين

صالح ولد مولاي أحمد

أول موريتاني يحصل على الدبلوم في الفيزياء النووية، وأحد كبار المؤلفين الموريتانيين في المجال العلمي.

النشأة والتحصيل العلمي

ولد صالح سنة1943 للإمام والقاضي الشرعي مولاي أحمد في مدينة تمبكتو العريقة، وبما أن “الشوكة من صغرها وهي حادة” كما يقول المثل الوريتاني، بدت على الصغير أمارات الذكاء باكرا، إذ تفوق في مساره الدراسي، وهناك في مالي حصل على المرتبة الأولى في الباكلوريا عام 1964 وبعد حصوله عليها انتقل ولد مولاي أحمد إلى فرنسا ليبدأ تعليمه العالي في جامعة مونبيلييه، ومنها حصل على الليصانص في الرياضيات ومتريز في الفيزياء، وفي عام 1968 نال شهادة الدراسات المعمقة في الفيزياء النظرية، وفي عام 1971 كان أحد أوائل الموريتيين المتحصلين على شهادة الدكتوراه في الفيزياء إن لم يكن أولهم.

المسار المهني

أشرف صالح ولد مولاي عام1983 على تأسيس المعهد العالي العلمي (Institut Supérieur Scientifique, ISS) كأول صرح علمي جامعي وطني، وتولى الإشراف على أول منشأة وطنية للحماية من الإشعاع والأمن والسلامة النووية. وكان رئيس مجلس إدارة الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار.

كانت اهتماماته مرتبطة بالفيزياء النظرية وتحديدا بفيزياء الكم والنسبية، وفي السبعينات شكل صالح  مع نخبة من الأساتذة من بينهم صديقه الراحل عالم الرياضيات؛ يحي ولد حامد القاعدة الأولى لمرتنة التدريس في الثانوية الموريتانية الناشئة، كما درس في المدرسة العليا للتعليم وعمل مديرا مساعدا لمديرها في الفترة ما بين 1978 و 1981 ثم مديرا للتعليم العالي بالوزارة، ثم مستشارا مكلفا بالتعليم العالي 1985-2004 ونال تكريمات وأوسمة عديدة.

مؤلفاته

ألف سبع كتب، من أشهرها كتابه :” الـ 25 فكرة عظيمة التي ميزت العلم وغيرت العالم”

توزعت مؤلفاته في مواضيعها بين ترجمات للشخصيات التاريخية والعلمية وبين التأريخ لبعض الأفكار العلمية وعرضها، كما ألف كتابا عن الإسهام العلمي للعرب ترجم فيه لعدد من شخصيات العلم والمعرفة في الحضارة  العربية الإسلامية في مجالات الفلسفة والفيزياء والجغرافيا.

كان مهتما بالاقتباسات حد الولع حتى أنه ألف كتابا منها، وعلاوة على ذلك صدر بها فصول كتبه الأخرى، ولم تعرف الساحة العلمية الموريتانية حتى الآن أحدا ألف بهذا القدر وهذه القيمة في مجاله بالتحديد غيرَه، وجميع كتبه كانت باللغة الفرنسية وربما يكون ذلك تفسيرا لكونه غير معروف للجيل الجديد من القراء الموريتانيين الذين يقرؤون باللغة العربية.

كتب صالح مقالات عديدة لمجلة التعليم الموريتانية تحت اسمه الآخر ذا الرمزية الخاصة (بابير)، وحملت الجائزة الوطنية للتأطير والبحث اسمه، فيما رحل في يناير عام 2022 عن إنتاج علمي كبير تركز في صدور الشباب وبطون الكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى