“يوم من أيام قسم البيولوجيا”.. توزيع جوائز البحث العلمي والتأطير لعام 2024

وزرعت الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، صباح الثلاثاء 03 دجمبر بنواكشوط، جوائز البحث العلمي لعالم 2024، وشملت الجوائز فئتي “جائزة أحسن أطروحة” وجائزة “صالح ولد مولاي أحمد للبحث والتطوير”.
واحتفت الوكالة بثلاث أطروحات علمية نوقشت في الفترة ما بين الأول من يناير 2023 إلى اليوم الأول من 2024، كما كرمت اثنين من المؤطرين الذين أثروا الساحة البحثية وأشرفوا على تأطير عدد من الطلبة الباحثين في جامعة نواكشوط.

اكتشاف طفرات جينية مرتبطة بالسرطان

أولى الأطروحات الفائزة كانت من إعداد للباحثة الدكتوره سلمى أحمد محمد إبراهيم، بعنوان:
Étude épidémiologie et génétique du cancer du sein dans la population Mauritanienne
وقد توصلت الأطروحة إلى اكتشاف 35 طفرات جينية مسببة لسرطان الثدي، منها 4 جينات BRCA1/BRCA2 لم تكن معروفة من قبل.

وكانت التحاليل التي أجريت على 11174 حالة تمت متابعتها بين عامي 2009 و2020 من خلال بالمركز الوطني للأنكلوجيا قد كشفت أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تصل 16.58% من جميع أنواع السرطانات المسجلة.

وأعدت الباحثة سلمى أطروحتها بإشراف البروفسور أحمدو ولد حميده، رئيس وحدة بحث Unité de biomarqeure dans la population Mauritanienne بكلية العلوم والتقنيات والدكتور أحمدو الطلبه، من المركز الوطني للأنكولوجيا، ونوقشت صباح الجمعة 24 فبراير 2023. وقد نالت الأطروحة درجة مشرف جدا مع تهنئة من لجنة النقاش.

مسببات وراثية للصمم في موريتانيا

ثانية الأطروحات الفائزة تناولت “المسببات الوراثية للصمم في موريتانيا” وهي من إعداد الباحثة ملاك سلاميى. وأجرت الباحثة دراستها على 115 عائلة، وحددت 36 طفرة جينية مسببة للصمم، منها 13 لم تكن معروفة من قبل، حسب ما صرحت لنا به.

وعند سؤالنا لها عن سبب اختيارها لموضوع أطروحتها، أجابت بأن عاملين كانا وراء ذلك، أحدهما مواصلة ما بدأته، في نهاية مرحلة الماستر وتشجيع من أستاذها البروفسور حمّيده، والتقاء في الأهداف مع مشروعٍ لمعهد السمع لدراسة ظاهرة الصمم في موريتانيا، وخاصة لدى الأطفال.

وأعدت الأطروحة بإشراف مشترك، من البروفسور أحمدو ولد حميده من جامعة نواكشوط، والدكتور كريستل بوني من “معهد السمع” بفرنسا، ونوقشت بكلية العلوم والتقنيات، صباح الاثنين 18 دجمبر 2023. وقد نالت الأطروحة درجة مشرف جدا مع تهنئة من لجنة النقاش.

محددات الاستثمار الأجنبي المباشر في موريتانيا

ثالثة الأطروحات الفائزة، وهي الوحيدة في مجال العلوم القانونية والاقتصادية، فقد كانت من إعداد الباحث الدكتور ماء العينين محمد فاضل، وحملت عنوان “محددات الاستثمار الأجنبي المباشر في موريتانيا: دراسة قياسية خلال الفترة (1991-2020)”. نوقشت يوم 18 دجمبر 2023، ونالت تقدير مشرف جدا.

بعد استعراض الإطار النظري للاستثمار الأجنبي المباشر ومراجعة العديد من الأدبيات النظرية والتجريبية المتعلقة بمحددات الاستثمار الأجنبي المباشر، تناول الباحث الحالة الموريتانية من خلال تحليل الأبعاد المختلفة للبيئة الاستثمارية وتقييمها وفق أهم المؤشرات الدولية. وكذلك قياس محددات الاستثمار الأجنبي المباشر في موريتانيا كميا من خلال بناء نموذج قياسي لتحديد العلاقة بين المتغيرات.

ولتحديد طبيعة العلاقة الدالية بين المتغير التابع (الاستثمار الأجنبي المباشر) والمتغيرات المفسرة (حجم السوق، الحريات المدنية، الحقوق السياسية، التطور المالي، التضخم، الانفتاح التجاري، البنية التحتية، القوة العاملة) استخدمت الدراسة منهجية الانحدار الذاتي ذي الفجوات الموزعة (ARDL) بوصفه النموذج الأنسب.

وقد توصلت الدراسة على مستوى تقدير الأنموذج إلى أن جميع المتغيرات لعبت دورا معنويا في تحديد تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة الى موريتانيا خلال الفترة (1991-2020) باستثناء متغيري الحقوق السياسية والحريات المدنية، أما على الأمد الطويل فقد لعب الانفتاح التجاري دورا معنويا في تحديد هذه التدفقات، وقد لعبت كل المتغيرات في الأمد القصير دورا معنويا في تحديد هذه التدفقات باسنثناء الحريات المدنية وحجم السوق والانفتاح التجاري.

البروفسور حميده.. البيولوجي الهارب من الضوء

كما لاحظت، فهذه رابع مرة يرد فيها اسم البروفسور حميده في هذا التقرير، حيث فازت طالبتاه، سلمى وملاك، بالرتبة الأولى والثانية لجائزة “أفضل أطروحة لعام 2024” ما يجعله، بالإضافة لمعايير أخرى، جديرا بأن يفوز بإحدى جوائز البحث والتأطير.

الأستاذ حميده حاصل على شهادة التأهيل الجامعي، ويرأس إحدى الوحدات البحثية النشطة بكلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط، وهو باحث متخصص، له خبرة واسعة في تقنيات الكيمياء الحيوية والمناعة والبيولوجيا الجزيئية. فائز بجائزة شنقيط 2013، وهي أرفع وسام تمنحه الدولة الموريتانية في مجال العلوم.

بدأ الأستاذ دراساته العليا في جامعة أبيدجاه بساحل العاج، وحصل منها على شهادة الباكالوريوس في البيولوجيا الحيوية 1986، ثم حصل على الماستر من جامعة تونس 1988، وليناقش لاحقا أطروحته للدكتوراه في جامعة تولوز في فرنسا في العام 1991. ثم شهادة التأهيل الجامعي (HDR: Habilitation à diriger les Recherches) من جامعة لويس باستور بستراتسبورغ، في عام 2006.

البروفسور عبد القادر.. رجل الطاقات المتجددة بجامعة نواكشوط

أولى الجوائز في فئة جائزة “صالح ولد مولاي أحمد للبحث والتطوير” كانت من نصيب البروفسور عبد القادر ولد محمود، وهو فيزيائي متخصص في الطاقات المتجددة، مع خبرة تزيد عن 25 عامًا في التعليم الجامعي والبحث العلمي، بجامعة نواكشوط.

حصل الأستاذ عبد القادر على درجة الماجستير في الهندسة في محطات توليد الطاقة الكهربائية، من جامعة طشقند بأوزباكستان، ثم ودكتوراه (PhD) في الهندسة الكهربائية من نفس الجامعة. ثم دكتوراه دولة في مجال الطاقات المتجددة، من جامعة داكار الشيخ أنتا ديوب.

شغل البروفسور عبد القادر عدة مناصب في الجامعة، بما في ذلك تنسيق البرامج الدراسية، ورئاسة قسم، ومسؤولية الصيانة، ورئاسة مركز البحث بجامعة نواكشوط، وإدارة مختبر البحث، ورئاسة وحدة البحث الحالية (URA3E)، وإدارة التكوين في مرحلة الدكتوراه.