أينشتاين النوبلي.. كواليس فوز “العبقري” بجائزة نوبل
في العام 1919، كان أينشتاين على رأس أربعين عاما من عمره، حين جاءته “هدية العمر” من الفيزيائي الإنجليزي أدينغتون، الذي أفضت أعماله إلى منح نظرية أينشتاين “مصداقية تجريبية” كانت تحتاجها، وكانت كل ما يحتاجه أينشتاين ليكون “نجما” ومشهورا إلى حد ربما لم يتخيله، حتى في أقصى أمانيه.
منذ ذلك العام لم يعد بإمكان لجنة جائزة نوبل أن تغض الطرف عن الترشيحات التي ينالها أينشتاين، وكان لا بد من مواجهةٍ بين ما تقضيه قواعد الجائزة و”المقاومة” الصادرة عن التيار التجريبي “المحافظ” الذي ربما طغت بعض قراراته على لجنة الجائزة، ومن مظاهر ذلك تأخر فوز ماكس بلانك حتى 1918، ومنح نوبل 1920 لشارل إدوراد غيوم، “الذي لم يضف إلى العلم سوى لمسة متواضعة، وهي إثبات وجود قياسات معيارية ذات نتائج أكثر دقة”، كما يقول والتر إزاكسون.
إذن، في النهاية انتصر أينشتاين على “غلاة التجريبيين السويديين” بعد ثناء وترشيحات صارمة من نجوم العلم في تلك الفترة، من قبيل ماكس بلانك ولورنتز، ونيلز بور.
في النهاية أعلن فوز أينشتاين، في نوفمبر 1922، بجائزة نوبل لعام 1921، وبالطبع، ما كان للجائزة أن تغفل عن الجهد النظري العظيم الذي بذله أينشتان في النسبيتين، حيث جاء في الخطاب أن أينشتاين يفوز بالجائزة “للخدمات التي قدمها للفيزياء النظرية ولاسيما اكتشافه لقانون التأثير الكهروضوئي”.
جدير بالذكر أن أينشتاين ختم خطابه، في 11 يوليو 1923 بإشارة “لأحلامه” في السعي “لنظرية المجال الموحد” للتوفيق بين مباحث الفيزياء الثلاثة حينها، النسبية العامة وميكانيكا الكم والنظرية الكهرومغناطيسية، لكنه مات دون الوصول تلك “المعادلات” المنشودة، وحتى هذه اللحظة، أي بعد مائة عام من تلك الإشارة، لم يعلن بعدُ، في ذلك الصدد، عن شيء مثير للاهتمام ويحظى بالمصداقية اللازمة، على الأقل، ما حظيت به النسبية العامة 1919، وكانت السبب المباشر في شهرة أينشتاين التي بلغت ما لم تبلغه شهرة عالم فيزياء قط.