وسط أجواء اتسمت بالحماس والشغف، وبمشاركة أكثر من 150 شابًا وشابة من موريتانيا، انطلقت فعاليات مؤتمر الشباب المحلي للمناخ في نسخته الثانية، يومي الخامس والسادس من أكتوبر 2024، بالأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط، بتنظيم مشترك بين التجمع الشبابي موريتانيا الخضراء (GREEM) و RIM YOUTH وبحضور ومؤازرة مؤسسات محلية ودولية مهتمة بالبيئة والتغيرات المناخية والتنمية المستدامة.
ويعكس المؤتمر طموح الشباب الموريتاني في المساهمة البناءة في قضايا البيئة في عصر يواجه فيه الكوكب تحديات هائلة، متمثلة في التغيرات المناخية. ويسعى المؤتمر إلى إبراز دور الشباب الموريتاني في هذا المجال، وتعزيز العمل على إيصال صوتهم ورؤاهم وأفكارهم المحلية إلى فضاءات عالمية أوسع.
ويشكل LCOY موريتانيا 2024 فرصة مهمة للشباب الموريتاني للتعبير عن أفكارهم حول التحديات البيئية، مثل التصحر والجفاف والفيضانات، وتنامي ظاهرة الاحتباس الحراري وآثار التغيرات المناخية المتسارعة. كما يعمل المؤتمر على تقديم حلول مبتكرة تهدف إلى تعزيز وعي المشاركين بأهمية التحول إلى الاقتصاد الأخضر وبناء قدراتهم في مجالات التمويل المناخي والطاقة المتجددة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
وتركز النسخة الثانية من المؤتمر على فرص تمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار المناخي وحضورهم في المحافل الدولية مثل مؤتمر الشباب العالمي للمناخ (COY) ومؤتمر الأطراف (COP). كما يسعى إلى نشر الوعي بين الشباب الموريتاني حول القضايا المناخية وزيادة فهمهم للتحديات البيئية التي تواجه البلاد، مثل التصحر وندرة المياه والجفاف. إضافةً إلى تشجيع الشباب على تقديم حلول مبتكرة محليًا للتعامل مع التحديات البيئية، وتبادل تلك المقترحات، على الصعيدين الوطني والدولي، مع التركيز على دعم الفئات الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية في موريتانيا.
خلال يومين من الفعاليات، تلقى المشاركون أربع جلسات رئيسة جاءت كالتالي:
الجلسة الأولى: التحول البيئي العادل وآليات التمويل ونقل التكنولوجيا
الجلسة الثانية: الأمن والهجرة.. الروابط والتحديات
الجلسة الثالثة: الحلول القائمة على الطبيعة.. بين الحفاظ على الطبيعة وخلق وظائف خضراء، كيف نعمل كشباب؟
الجلسة الرابعة: الطاقات المتجددة في موريتانيا وآفاق الوصول الشامل
وإلى جانب الجلسات الرئيسة تنوعت ورشات العمل، وكانت سانحة قدَّم فيها المشاركون أفكارهم وتبادل الحضور المقترحات والمعطيات حول البيئة والمناخ.
وحملت الورشات أسماء فضائات محلية، لها دلالات في عمق الثقافة الموريتانية، حيث حملت الورشة الأولى اسم فضاء كانت ورشته حول التنبؤ والاستجابة للمخاطر المناخية: نحو مقاومة دائمة.
بينما حملت الورشة الثانية اسم فضاء جول وركزت على إدارة المشاريع.. من الفكرة إلى التأثير.
الفضاء الثالث حمل اسم حوض آرغين وركزت الورشة على “المناصرة الإعلامية حول المناخ.. من المعلومات إلى العمل”.
ثالثة الورشات حملت اسم فضاء جاولينغ وكانت عن “الدبلوماسية المناخية” بينما حملت الورشة الرابعة اسم فضاء آوليكات حول “اعتماد عادات جيدة.. إدارة المسؤولية للنفايات المنزلية”.
واحتضن فضاء شنقيط خامسة الورشات، وكانت حول “أثر التغير المناخي على الصحة.. الفهم والعمل”.
أما خاتمة الورشات فكانت عن “الإسكان والتخطيط الحضري المستدام.. الاستجابة للتحديات المناخية”.
وبهدف الخروج برؤية متبصرة حول القضية المناخية وتقريب وجهات النظر حولها وزع المشاركون إلى مجموعات عمل تناقش كل منها موضوعا منفصلا عن باقي أعمال المجموعات الأخرى فكانت المجموعة الأولى تناقش التلوث والصحة المناخية أما المجموعة الثانية فكانت تقارب موضوع الطاقة وقدمت المجموعة الثالية رؤيتها حول الزراعة/الصيد/التنمية الحيوانية فيما تركز حديث المجموعة الرابعة حول التنوع البيولوجي/الجفاف والتصحر و ذهبت المجموعة الخامسة لنقاش التخطيط الحضري المستدام وبحثت المجموعة السادسة مسألة التمويل المناخي.
يأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة المؤتمرات المحلية التي تنظم من قبل الشباب حول العالم تحت مظلة دائرة الأطفال والشباب الرسمية (YOUNGO) التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC). تعد YOUNGO شبكة عالمية نابضة بالحياة تضم نشطاء من الأطفال والشباب (حتى سن 35 عامًا)، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الشبابية، وتساهم في تشكيل السياسات الحكومية الدولية المتعلقة بتغير المناخ، مع تمكين الشباب من إيصال أصواتهم بشكل رسمي إلى عمليات اتفاقية الأمم المتحدة.
لم تقتصر أنشطة المؤتمر هذا العام على الحوارات والنقاشات، بل شملت أيضًا زيارات ميدانية لمواقع مثل تعاونية زراعية في الكلم PK17، ومكب نفايات تفيريت (CET)، والمحطة الشمسية لشركة SOMELEC، وسوق السمك في نواكشوط.
في ختام المؤتمر، قدّم الشباب الموريتاني المشارك من جميع ولايات الوطن رؤيتهم والتزامهم بالقضية المناخية المحلية، وذلك في بيان ختامي يأملون من خلاله إيصال ما فيه إلى مؤتمر الشباب العالمي للمناخ COY19، الذي سينظم في أذربيجان في نوفمبر القادم، كما يطمحون لتقديمه في قمة الأطراف COP29 هذا العام.