آراء

البروفسور محمدو ولد امين: رسالة إلى وزير الصحة

رسالة إلى وزير الصحة

“بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب المعالي، وزير الصحة الموقر،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

فرحت كثيرا بتعيينكم على هذا القطاع الحساس رغم أنني لا أعرفكم معرفة شخصية، لكن أصدقاء أثق فيهم عددوا لي الكثير من خصالكم (التجربة، الكفاءة، الاستقامة، العفة، الصدق، النزاهة إلخ).

وبما أن قطاع الصحة يحتاج إلى من تتوفر فيه مثل هذه الميزات، فقد فكرت في البحث عن المنزل للتعرف عليكم وتقديم التهاني والتبريكات لكم، إلا أنني ترددت، فأنا غير متعود على زيارة المسؤولين السامين ممن لا تربطني بهم علاقات خاصة.

غير أن غرضا شخصيا قادني يوميْ الخميس والجمعة المنصرمين إلى بعض مؤسسات قطاع الصحة دفعني إلى التواصل معكم عبر هذه الرسالة.

بادئ الأمر أهنئكم على مهامكم الجديدة وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في تسيير وإصلاح هذا القطاع الحيوي بالنسبة للبلد.

وبخصوص الدافع الخاص إلى هذا التواصل، فقد تطلب مني تحضير سفر علمي إلى الخارج الأسبوع المقبل اصطحاب دفتر تطعيم (carnet de vaccination)، فاتصلت بالمركز الموريتاني للبحوث في الصحة العمومية (IMRSP) حيث علمت بواسطة أحد الأطباء أن دفاتر التطعيم أصبحت تابعة للعيادة المجمعة (polyclinique). فاتجهت صباح الجمعة إلى هذه العيادة ليخبرني أحد المسؤولين فيها أن منح دفاتر التطعيم أصبح من صلاحيات “المستشفى الإيطالي” كما قال، فواصلت طريقي إلى هذا “المستشفى” وسألت عن المصلحة المختصة حيث فاجأتني السيدة المعنية بأن “دفاتر التطعيم قد نفدت تماما منذ بضعة أيام” وبأنها لا تعرف متى سيتم الحصول عليها.

ذهبت إلى الإدارة فوجدت الممرض الرئيس (major) وعرضت عليه مشكلتي فكرر لي جواب السيدة السابقة. سألته: “ومتى ستصلكم الدفاتر الجديدة؟”. فقال: “لا أعرف”

ودون أن أعرف طبعا ماذا أعمل؟ وإلى من أتوجه؟ عدت إلى البيت بعد رحلة مرهقة استغرقت كل الصباح وأنا مصاب بصداع أوشك أن يمنعني من حضور صلاة الجمعة.

وعلى ما يبدو فالأمر لا يقتصر على دفاتر التلقيح، ذلك أن السيدة نفسها أخبرت بحضوري نساء جئن بأطفالهن للتلقيح أن “الحقن (vaccins) قد نفدت”! وكان ذلك في حدود الساعة 11h من صباح يوم أمس الجمعة.

معالي الوزير الموقر، أبعث إليكم هذه الرسالة راجيا من كريم فضلكم برمجة هاذين المرفقين الصحيين (العيادة المجمعة و”المستشفى الإيطالي”) ضمن زيارات الاطلاع على قطاكم سبيلا إلى العناية بهما خاصة في مجال النظافة وانتظام الخدمات.

كما ألفت نظركم إلى ضرورة تذكير المسؤولين في القطاع بممارسة المزيد من الرقابة والتخطيط تفاديا لانقطاع أو نفاد بعض المسائل الضرورية لحاجات المواطنين اليومية مثل حقن التلقيح ودفاتر التطعيم، إلخ

أجدد لكم التهاني والتبريكات، معالي الوزير، راجيا من المولى عز وجل أن يعينكم على ما فيه خير العباد والبلاد.

مواطنكم البروفيسور محمدو أمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى